أنت هنا

بين ضرورات المناخ وفرص الاقتصاد

منذ يومين 17 ساعة

تحويل الضغط إلى ابتكار

تتسارع وتيرة التقدم في مجال التكنولوجيا النظيفة في مصر، مدفوعة بالضرورة، لكنها الآن مهيأة لتحقيق تأثير استراتيجي. في عام 2024، سجّل سجل المشروعات الخضراء الصغيرة والمتوسطة التابع لجهاز تنمية المشروعات أكثر من 3,000 شركة ناشئة خضراء، ما يسلّط الضوء على منظومة تنمو بسرعة وتركّز على حل تحديات الطاقة والمياه والمرونة المناخية.

هذا النمو لا يعكس فقط حيوية ريادة الأعمال، بل يشير إلى وجود قاعدة تؤهّل مصر لأن تصبح مركزًا إقليميًا للابتكار المناخي.

ورغم تصاعد الضغوط البيئية في البلاد، مثل انخفاض نصيب الفرد من المياه العذبة إلى أقل من 500 متر مكعب سنويًا وتوقّع فقدان ما يصل إلى 19٪ من الأراضي الزراعية في دلتا النيل، فإن هذه التحديات نفسها تولّد طلبًا جديدًا على حلول محلية تعتمد على التكنولوجيا النظيفة.

المناخ لم يعد تحديًا مستقبليًا، بل أولوية حاضرة ومحركة للأسواق.

 

التكنولوجيا النظيفة كمحرّك للنمو

لم تعد التكنولوجيا النظيفة مجرد وسيلة لتقليل المخاطر، بل أصبحت محرّكًا للنمو يفتح أسواقًا جديدة، ويوفّر وظائف، ويخلق سلاسل قيمة مبتكرة. مصر تخرّج أكثر من 200,000 طالب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) سنويًا، ومع ذلك، يعمل أقل من 7% منهم في قطاعات مرتبطة بالمناخ.

تفعيل هذا المورد البشري غير المُستغل من خلال برامج التدريب على المهارات، والبحث والتطوير التطبيقي، ومسارات ريادة الأعمال الخضراء، قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من الابتكار الصناعي في البلاد.

المساواة بين الجنسين ليست رفاهية، بل ميزة تنافسية حقيقية بل ميزة تنافسية. إشراك النساء في كل مرحلة من مراحل مسار التكنولوجيا النظيفة، بدءًا من التعليم الفني وحتى قيادة الشركات الناشئة، يضمن أن الابتكار يعكس احتياجات المجتمعات ككل.

رائدات الأعمال والمهندسات والعالمات يساهمن بالفعل بدور حيوي، وتوسيع نطاق مشاركتهن سيُعزز من تأثير النظام البيئي واستدامته وعدالته.

خمسة محاور استراتيجية للتحول

للاستفادة من هذه الفرصة على نطاق واسع، يحدّد تقرير التكنولوجيا النظيفة والطاقة لعام 2025 خمسة محاور استراتيجية يجب على مصر تفعيلها:

  • موائمة المواهب: سد الفجوة بين الخريجين واحتياجات سوق العمل في القطاعات المناخية
  • حوافز الاستثمار: تقليل مخاطر الابتكار المبكر من خلال التمويل المختلط ورأس المال التحفيزي
  • مسارات البحث والتطوير: تحويل أبحاث الجامعات والمختبرات إلى مشاريع قابلة للتوسع
  • تبسيط الإجراءات التنظيمية: تسهيل إصدار التصاريح، واختبارات المنتجات، ودخول الشركات الناشئة
  • التمركز الإقليمي: خدمة أفريقيا والشرق الأوسط من خلال صناعات تكنولوجية نظيفة قابلة للتصدير
     

من التقدّم إلى ريادة السوق

تمتلك مصر ما يكفي من المواهب، والدافع، التقدّم. ما تحتاجه الآن هو التنسيق، والاستثمار، والتفكير المنهجي لتحويل هذا الأساس إلى ريادة طويلة المدى في مجالي المناخ والاقتصاد.

من خلال السياسات المناسبة، والتعليم الموجّه، وأُطر التمويل الفعالة، يمكن لمصر أن تقود الجيل القادم من النمو الأخضر على مستوى المنطقة.

 

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك