رؤى ميدانية من جلسات Energy Tech Water Tech

لتحقيق انتقال فعلي نحو التكنولوجيا النظيفة يعكس واقع السوق، اعتمد تقرير التكنولوجيا النظيفة والطاقة لعام 2025 على مخرجات جلسات نقاش جمعت مختلف الأطراف الفاعلة — من مؤسسين ومستثمرين إلى جهات حكومية وبحثية — بهدف كشف التحديات والفرص من أرض الواقع. النتيجة كانت توافقًا واضحًا بين الطموحات الاستراتيجية والاحتياجات الفعلية، إلى جانب دعوة لتفعيل العمل الجماعي وتجاوز العقبات

وضوح السياسات كأولوية أساسية

أبرز التحديات التي تكررت في الجلسات تمثّلت في الحاجة لإطار تنظيمي أكثر وضوحًا وثباتًا. أعرب العديد من الشركات الناشئة والمستثمرين عن قلقهم من تعقيد وتباطؤ الإجراءات، خاصة فيما يتعلق بالترخيص، الامتثال، واختبار التقنيات. في غياب القواعد الواضحة والمسارات المبسطة يؤخر الابتكار ويُثني رؤوس الأموال عن الدخول. وقد أُجمع على أن بيئة تنظيمية موثوقة تُعد عنصرًا أساسيًا لتقليل المخاطر وتعزيز الثقة الاستثمارية.

فجوات تمويل في مراحل الابتكار المبكرة

ما زال الوصول إلى التمويل، خاصة في في المراحل الأولى، يمثل تحديًا كبيرًا. أشار روّاد الأعمال والحاضنات إلى قلة أدوات التمويل المخصصة للتقنيات النظيفة، مع ملاحظة أن الشركات في هذا المجال تحتاج عادة إلى فترات تطوير أطول، تجارب أولية مكلفة، وتحقيق موثوقية تقنية قبل الإطلاق التجاري. هناك فجوة واضحة بين أدوات التمويل المتاحة ومتطلبات دورة حياة الابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة.

نقص البنية التحتية والكوادر الفنية

أبرز المشاركون في مختلف المحافظات ضعف البنية التحتية الخاصة بالبحث والتطوير والنماذج الأولية. حيث أشاروا إلى صعوبة الوصول إلى معامل الاختبار، المعدات المتخصصة، ومراكز إصدار الشهادات، وهي عناصر ضرورية للانتقال من الفكرة إلى السوق. وترتبط هذه التحديات في كثير من الأحيان بنقص الكفاءات الفنية المتخصصة، لا سيما في مجالات مثل إعادة استخدام المياه، كفاءة الطاقة، ورصد الانبعاثات، مما يحد من قدرة الشركات على التوسع وجذب الاستثمارات.

مجالات واعدة تحتاج دعمًا

رغم التحديات، أشار المشاركون إلى مجالات ابتكار ناشئة يمكن أن تزدهر بالدعم المناسب، من بينها:

• العدادات الذكية وحلول الطاقة الرقمية المتكاملة
• تقنيات تحلية المياه المتقدمة، خاصة تلك التي تُصنع محليًا وتُكيّف وفقًا للظروف المناخية
• حلول تحويل النفايات إلى طاقة، بما يشمل إنتاج الغاز الحيوي ووقود RDF من النفايات البلدية والزراعية
   

هذه المجالات لا تلبي احتياجات البنية التحتية فحسب، بل تمثل أيضًا فرصًا قابلة للنمو المحلي والتصدير.

الشراكات بين القطاعين العام والخاص كأداة للتوسع

أكدت الجلسات الدور المركزي للتعاون بين القطاعين العام والخاص، خاصة الشراكات التي تمكّن من اختبار الحلول وتنفيذها على نطاق واسع. وقد دعا العديد من المشاركين الحكومة للعب دور "العميل الأول" عبر فتح مسارات للمشتريات، وتخصيص مواقع للعرض والتجريب المشترك. هذا النوع من الدعم يُعتبر إشارة سوق مهمة لتقليل المخاطر وتعجيل تبني التقنيات الجديدة.

خارطة طريق لتنفيذ التحول

لا تقتصر نتائج هذه الجلسات على تأكيد الاستراتيجية؛ بل تُعد بمثابة تأكيد واقعي للخارطة الموضوعة في أجندة مصر الوطنية للتكنولوجيا النظيفة. من إصلاح السياسات إلى توجيه الاستثمارات ورفع جاهزية البنية التحتية، تُبرز الشركاء المعنيين  ما تحتاجه المنظومة حقًا: سياسات محفزة، تمويل موجه، وبنية داعمة، وكلها تحتاج إلى تعاون فعلي لفتح الطريق أمام الابتكار المحلي.