"الشركات التكنولوجية الناشئة المصرية تتجه نحو الخليج: لماذا يُعد دخول ثاندر إلى سوق أبوظبي للأوراق المالية نموذجًا للنمو الإقليمي "

في 10 أغسطس 2025، صنعت منصة الاستثمار المصرية ثاندر التاريخ بعدما أصبحت أول عضو تجزئة عن بُعد في سوق أبوظبي للأوراق المالية (ADX). هذه الخطوة التاريخية تتيح لملايين مستخدمي ثاندر تداول الأسهم والصناديق المتداولة في البورصة المدرجة في الإمارات مباشرة عبر هواتفهم، دون الحاجة لوجود فعلي في الإمارات.
إنها أكثر من مجرد انتصار لشركة ناشئة واحدة إنها إشارة إلى أن سوق دول مجلس التعاون الخليجي يفتح أبوابه بطرق جديدة أمام شركات التكنولوجيا المصرية المستعدة جيدًا.
لماذا الآن؟
انضمام ثاندر إلى سوق أبوظبي يأتي ضمن مبادرة "تبادل" التي تهدف إلى تمكين الاستثمار عبر الحدود وتعزيز الروابط الإقليمية بين الأسواق. عضوية التجزئة عن بُعد هي أداة حديثة نسبيًا تجعل البورصات متاحة خارج حدود دولها.
بالنسبة لثاندر، يتزامن التوقيت مع سنوات من التوسع في مصر حيث وصلت إلى أكثر من 4 ملايين تحميل للتطبيق، ومعالجة مليارات الجنيهات في قيمة التداولات، والحصول على تراخيص من الهيئة العامة للرقابة المالية في مصر وسلطة تنظيم الخدمات المالية في سوق أبوظبي العالمي (FSRA). هذا الجاهزية التنظيمية وضعت الشركة في موقع مثالي للتوسع نحو الخليج.
من المستفيد؟
المستثمرون الأفراد في مصر وجميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث أصبح بإمكانهم الوصول بسهولة إلى مجموعة أوسع من المنتجات الاستثمارية.
سوق أبوظبي للأوراق المالية الذي يحصل على قاعدة أوسع من المستثمرين، مما يعزز السيولة في السوق.
شركات التكنولوجيا المالية والتقنية الأخرى التي تحصل على نموذج حي حول كيفية دخول أسواق الخليج بشكل قانوني، واستراتيجي، وعلى نطاق واسع.
اتجاه أوسع
خطوة ثاندر لا تحدث بمعزل. الجهات التنظيمية والأسواق في الخليج تعمل بنشاط على خفض حواجز دخول السوق أمام الشركات المبتكرة. بدءًا من بيئات الاختبار التنظيمية (Sandboxes) إلى حاضنات التكنولوجيا مثل Hub71، تُظهر المنطقة استعدادها للتعاون مع الشركات الناشئة من الخارج.
جاذبية السوق الخليجي واضحة:
قوة شرائية عالية ورغبة متزايدة في الخدمات الرقمية.
برامج ابتكار مدعومة حكوميًا تستهدف التنويع بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
ترابط إقليمي يتيح التوسع السريع إلى دول خليجية أخرى.
دروس للشركات الناشئة المصرية
الجاهزية التنظيمية أمر لا غنى عنه. التراخيص المزدوجة لثاندر في مصر وأبوظبي منحتها المصداقية والامتثال اللازمين لتجاوز متطلبات البورصة.
حقق التوسع قبل القفز. تميل البورصات والجهات التنظيمية إلى التعاون مع الشركات التي لديها قاعدة مستخدمين قوية بالفعل.
الشراكات مسرّعات. الانضمام إلى Hub71 وبناء علاقات مع سوق أبوظبي ساعد في تسريع الدخول إلى السوق.
تجربة المستخدم عبر الحدود مهمة. سهولة التسجيل، ودعم العملات المتعددة، والوضوح في عمليات الضرائب والتسوية عناصر أساسية للتبني.
إشارة لما هو قادم
نجاح ثاندر هو علامة فارقة ورسالة في آن واحد: سوق الخليج ليس مجرد فرصة بعيدة للشركات المصرية بل سوق يمكن الوصول إليه والتوسع فيه. لأولئك المستعدين للاستثمار في الامتثال، وبناء العلاقات الاستراتيجية، وتوسيع قاعدة المستخدمين، فإن أبواب الخليج تُفتح على مصراعيها أكثر من أي وقت مضى.
السؤال الآن ليس هل ستتبع شركات ناشئة مصرية أخرى هذه الخطوة، بل كم سيكون ذلك سريعًا.
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات