Egypt’s Green Transition Where Entrepreneurship Meets Sustainability

يمثل التحول نحو الاستدامة في مصر جبهة جديدة للابتكار، حيث تلتقي ريادة الأعمال بالأولويات البيئية.
بينما تعيد البلاد تعريف نموذج نموها، فإن التحرك نحو الاقتصاد الأخضر والدائري يخلق فرص عمل جديدة وتوقعات جديدة لقيادة القطاع الخاص.
يعكس مشهد ريادة الأعمال الخضراء في مصر تطوراً تدريجياً ولكنه حازم: يواءم المبتكرون الطموح التجاري مع الممارسات الواعية بالمناخ، محوّلين الاستدامة إلى مسار قابل للتطبيق لتحقيق التنافسية.
بناء المرونة من خلال الابتكار
يرتكز تقدم المنظومة على فهم واضح بأن مرونة الاقتصاد المصري ستعتمد بشكل متزايد على دمج المسؤولية البيئية والتحديث الصناعي.
تتبنى الشركات الناشئة والمشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة نماذج إنتاج أنظف، وتجرب الطاقة المتجددة، وتطور حلول تحويل النفايات إلى قيمة، لا سيما في قطاعات مثل الزراعة، وإدارة المياه، والتصنيع المستدام.
وفقاً لـ "التقرير السنوي لقطاع ريادة الأعمال المصري (2025)"، تبلغ درجة جاهزية منظومة القطاع 2.7 من 5، مما يعكس توافقاً معتدلاً في السياسات ولكن فجوات مستمرة في التمويل والتنسيق وعمق المنظومة. وتسجل أطر السياسات والحوكمة أعلى الدرجات (3.5/5)، مما يدل على التزام وطني قوي، في حين تتخلف مجالات مثل الشمول الاجتماعي والوصول إلى رأس المال عبر الحدود، مما يؤكد الحاجة إلى زيادة مشاركة القطاع الخاص وآليات التمويل المختلط.
من السياسة إلى الممارسة
تسترشد عملية التحول الأخضر في مصر بالأطر الوطنية، بما في ذلك استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" و"الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050"، التي تحدد معاً مسار دمج الاستدامة عبر الصناعات.
على الرغم من الإشارات القوية للسياسات، لم ينجح سوى عدد محدود من الشركات الناشئة الخضراء في التوسع، مما يعكس فجوة في الوصول إلى رأس المال لا تزال تعيق تسويق المنتجات. أشارت المشاورات التي تمت في الموائد المستديرة المذكورة في التقرير التشخيصي للقطاع إلى أن أقل من 15 شركة ناشئة ذات توجه أخضر قد حصلت على تمويل رأس مال مخاطر (Venture Capital) في السنوات الخمس الماضية، معظمها في مجالات الطاقة الشمسية وإعادة التدوير والتصنيع النظيف، مما يشير إلى الحاجة إلى صناديق مخصصة للمناخ ومُسرّعات أعمال مرتبطة بالاستدامة.
يتجسد هذا التحول من السياسة إلى الممارسة الآن من خلال المشاريع التجريبية، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وبرامج قطاع التنمية المصممة لتحفيز ريادة الأعمال المستدامة والابتكار الصناعي.
لماذا يهم؟
إن صعود ريادة الأعمال الخضراء لا يقتصر على الإشراف البيئي فحسب؛ بل يتعلق بالتكيف الاستراتيجي والتنافسية. ففي اقتصاد تقوده الإصلاحات وذي موارد مقيدة، يساعد الابتكار الموجه نحو الاستدامة الشركات على إدارة التقلبات، وتحسين استخدام الموارد، وفتح آفاق سوق جديدة.
من خلال دمج الاستدامة في نماذج الأعمال، يعمل رواد الأعمال المصريون على تسريع تحول الاقتصاد من هيكل قائم على الاستهلاك إلى هيكل يتحدد بالكفاءة والابتكار والمرونة — بما يتماشى مع كل من الأهداف المناخية العالمية وأولويات الإصلاح المحلية.
الخلاصة
تمثل حركة ريادة الأعمال الخضراء في مصر أكثر من مجرد الامتثال للروايات العالمية للاستدامة؛ إنها تتحول إلى ركيزة للمرونة الوطنية. ومع نضوج السياسات، وتوسع وعي المستثمرين، وظهور آليات تمويل جديدة، ستحدد ريادة الأعمال الخضراء بشكل متزايد المرحلة التالية من نمو مصر.
لن يقاس مستقبل ريادة الأعمال في مصر بالربح فحسب، بل بالهدف أيضاً، حيث يصبح الابتكار هو الجسر بين التجديد الاقتصادي والتقدم البيئي.
موقع إبداع مصر غير مسؤول عن مضمون التعليقات