أنت هنا

دور اتفاقيه المساهمين في نجاح الشركات الناشئة

في ظل عالم الشركات الناشئة سريع التطور، يصبح إرساء أساس متين للنجاح أمرًا بالغ الأهمية، ومع ذلك، يميل رواد الأعمال أحيانًا إلى إهمال جانب هام من جوانب هذا الأساس، وهو اتفاقيات المساهمين. تتزايد أهمية هذه الاتفاقيات مع ازدهار الشركات الناشئة، حيث تحمل قيمة هائلة وتقدم العديد من الفوائد لحماية مصالح جميع أصحاب المصلحة.

 يتناول هذا المقال دور اتفاقية المساهمين في نجاح الشركات الناشئة ويؤكد على كونها ضرورية لأي شركة ناشئة تسعى للنجاح.

ما هي اتفاقية المساهمين في الشركات الناشئة؟

اتفاقية المساهمين هي عقد بين المساهمين في الشركة يحتوي على أحكام تتعلق بعمل الشركة والعلاقة بين المساهمين فيها بهدف حماية كلا من كيان الشركة واستثمار المساهمين فيها ويعالج نقاط أهمها تشغيل الشركة وادارتها وملكيتها والتخارج منها وتوزيع الارباح والخسائر فيها وغيرها من الامور المتعلقة بحوكمة الشركة. 

أهمية اتفاقية المساهمين في نجاح الشركات الناشئة 

  • أولاً: تُعد اتفاقيات المساهمين بمثابة خارطة طريق للشركة، فهي تحدد بوضوح حقوق وواجبات كل مساهم، وتُنظم آليات إدارة الشركة واتخاذ القرارات، وتُحدد قواعد تصفية الشركة في حال لزم الأمر. 
  • ثانياً: تُساعد اتفاقيات المساهمين في منع حدوث النزاعات بين الشركاء، من خلال تحديد توقعات واضحة وحل النزاعات، تُساعد الاتفاقية على تجنب الخلافات المكلفة التي قد ُتعيق مسار الشركة من خلال توضيح حقوق وواجبات كل مساهم.        
  • ثالثاً: تُعزز اتفاقيات المساهمين ثقة المستثمرين، تُظهر الاتفاقية المُنظمة والمُحكمة التزام الشركة بالحوكمة الرشيدة، مما يُشجع المستثمرين على ضخ الأموال في الشركة.
  • رابعاً: تُوفر اتفاقيات المساهمين إطارًا قانونيًا لحماية مصالح جميع أصحاب المصلحة، ُتحدد الاتفاقية حقوق جميع الأطراف، بما في ذلك المساهمين والموظفين والدائنين، وتُساعد في حل أي نزاعات قد تنشأ. 
  • خامساً: تُساعد اتفاقيات المساهمين في ضمان استقرار الشركة واستمراريتها من خلال تحديد قواعد واضحة لإدارة الشركة واتخاذ القرارات، تُساعد الاتفاقية على ضمان استقرار الشركة على المدى الطويل. 
  • سادسا: حماية مصالح جميع المساهمين، تُحدد الاتفاقية حقوق جميع المساهمين، بما في ذلك المساهمين الأقلية، مما يُساعد على حماية مصالحهم.  
  • سابعا: تسهيل عملية التخارج، تُحدد الاتفاقية آليات بيع الأسهم، مما يُسهل على المساهمين الخروج من الشركة عند رغبتهم. 
  • ثامنا: تُعد اتفاقيات المساهمين أداة أساسية لنجاح أي شركة ناشئة، من خلال توفير خارطة طريق واضحة وحماية مصالح جميع أصحاب المصلحة، تُساعد الاتفاقية على ضمان استقرار الشركة واستمراريتها على المدى الطويل. 

أهم بنود اتفاقية المساهمين للشركات الناشئة 

أولا: دور اتفاقية المساهمين في حماية ملكية الاسهم للشركات الناشئة    

توضيح رأس مال الشركة وتحديد أسهم كل مساهم وضمان تغطية جميع حصص المساهمين لكامل ملكية الشركة. 

ثانيا: دور اتفاقية المساهمين في تيسير أعمال الشركة الناشئة           

تحديد نطاق أعمال الشركة كما هو مُدرج في عقد التأسيس والسجل التجاري وتحديد الأنشطة التي قد يضيفها الشركاء مستقبلاً. 

ثالثا: دور اتفاقية المساهمين في إدارة الشركة الناشئة      

تحديد آلية إدارة الشركة، سواء من خلال مدير أو مجلس إدارة من الشركاء أو من خارجهم وتحديد صلاحيات وواجبات المدير أو مجلس الإدارة.    

رابعا: دور اتفاقية المساهمين في تحديد صلاحيات المدير في الشركة الناشئة   

تحديد مدى صلاحيات المدير في الشركة وسلطاته في التحكم واتخاذ القرارات وضمان ممارسة الشركة لأعمالها على وجه قانوني سليم.

خامسا: دور اتفاقية المساهمين في سياسة توزيع الأرباح للشركات الناشئة    

توضيح سياسة توزيع الأرباح والخسائر الناتجة عن أعمال الشركة وتحديد آليات توزيع الأرباح، بما في ذلك توقيت توزيعها وتأجيلها في حال تكبدت الشركة خسائر.

سادسا: دور اتفاقية المساهمين في التصرف في الاسهم فى الشركات الناشئة

توضيح آلية تصرف المساهمين في أسهمهم في حال رغب أحدهم في الخروج من الشركة وتحديد خيارات التصرف، سواء بنقل ملكية الاسهم إلى المساهمين أو إلى مستثمرين آخرين مع إمكانية إضافة بند يسمح بحرمان أحد الشركاء من التصرف في حصصه لفترة محددة.

سابعا: دور اتفاقية المساهمين في ممارسة حق الشفعة في الشركات الناشئة

منح المساهمين حق شراء أسهم المساهم الراغب في الخروج من الشركة وإعطاء الأولوية للمساهمين في شراء الأسهم بدلاً من المستثمرين من خارج الشركة.

ثامنا: دور اتفاقية المساهمين في حماية حقوق الملكية الفكرية للشركات الناشئة

حماية حقوق الملكية الفكرية للشركة، بما في ذلك التصاميم والعلامات التجارية تحديد آلية إدارة وحماية حقوق الملكية الفكرية.

تاسعا: دور اتفاقية المساهمين في عدم المنافسة للشركة الناشئة

إلزام المساهمين بعدم القيام بأي أعمال من شأنها منافسة الشركة في أعمالها لضمان حماية مصالح الشركة من المنافسة غير العادلة من قبل المساهمين.

عاشرا: دور اتفاقية المساهمين في حل الشركة الناشئة - تصفيتها

تحديد الحالات التي يجوز فيها حل الشركة وتصفيتها توضيح آلية تصفية الشركة وتوزيع أصولها على المساهمين. 

حادي عشر: دور اتفاقية المساهمين في جذب الاستثمار للشركة الناشئة

تحديد موقف الشركة من الحصول على استثمارات خارجية ووضع شروط وضوابط للاستثمار في الشركة. 

ثاني عشر: دور اتفاقية المساهمين في حل النزاعات في الشركات الناشئة

تحديد آلية لحل النزاعات التي قد تحدث بين المساهمين وضمان حل النزاعات بطريقة تضمن استمرار عمل الشركة.

الفرق بين اتفاقية المساهمين والنظام الاساسي للشركات الناشئة    

اتفاقية المساهمين والنظام الأساسي مكملين لبعضهما البعض الا ان هناك بعض الاختلافات بينهم يمكن ذكرها على النحو التالي: -    

  • أولا: اتفاقية المساهمين لا يتم قيدها في السجل التجاري للشركة وتبقى بين أطرافها بينما النظام الأساسي للشركة يتم قيده في السجل التجاري لذلك أغلب المستثمرين يرغبوا في تعديل النظام الأساسي للشركة بعد استحواذهم على أسهمها.   
  • ثانيا: يمكن توقيع اتفاقية المساهمين من بعض المساهمين وليس جميعهم على عكس النظام الأساسي للشركة الذي يلزم توقيع كافة الشركاء.   
  • ثالثا: لا يمكن تعديل اتفاقية المساهمين الا بموافقة جميع الشركاء الموقعين علية اما النظام الأساسي فيمكن تعديله بقرار من الجمعية العامة للشركة.   
  • رابعا: تتضمن اتفاقية المساهمين أحكام متعلقة بإدارة الشركة وتشغيلها وادارتها والتزاماتها وحقوق الملكية الفكرية فيها اما النظام الأساسي فيتعلق باسم الشركة وشكلها القانوني وصلاحية أطرافها.  
  • خامسا: عندما يدخل مستثمر جديد في الشركة يرغب في قدر من السيطرة على الشركة وادارتها لذلك يجب على الشركاء ابرام اتفاقية المساهمين للحد من السيطرة على شركتهم وضمان حقوقهم.

أفضل طريقة لصياغة اتفاقية المساهمين للشركات الناشئة   

لتعزيز فعالية الاتفاقية وحماية الشركة، يجب مراعاة النقاط التالية عند صياغتها. 

  • أولا: تحديد أهداف الاتفاقية: تحديد أهم الأحكام الرئيسية التي تحتاج إلى معالجتها وتوضيح توقعات جميع الأطراف من الاتفاقية. 
  • ثانيا: إدراج الأحكام الرئيسية: تعيين أعضاء مجلس الإدارة وتخصيص حقوق التصويت وتوزيع الأرباح ونقل الحصص وحماية حقوق الملكية الفكرية واليه حل النزاعات.
  • ثالثا: النظر في مستقبل الشركة: مراعاة احتمالية الاستثمارات المستقبلية وتحديد قواعد عمليات الدمج والاستحواذ والتكيف مع التغييرات في الهيكل الإداري.
  • رابعا: طلب المشورة القانونية: التأكد من أن الاتفاقية ملزمة قانوناً وقابلة للتنفيذ وتحديد أي مشكلات قانونية أو أخطار محتملة وضمان انسجام الاتفاقية مع التشريعات المعمول بها.   
  • خامسا: مراجعة الاتفاقية وتحديثها: ضمان مواكبة الاتفاقية للتغييرات في عمليات الشركة أو هيكلها مع ضرورة تحديث الاتفاقية في ضوء التغييرات في التشريعات.      

اتفاقية المساهمين المُصاغة بشكل جيد تُساعد على ضمان استقرار الشركة واستمراريتها وحماية حقوق جميع أصحاب المصلحة وتجنب النزاعات في المستقبل.      

من المهم التأكيد على ضرورة مراجعة هذه الاتفاقية من قبل محامٍ مختص قبل التوقيع عليها

 ​بدائل لاتفاقية المساهمين في الشركات الناشئة

تُعد اتفاقية المساهمين أداة أساسية لتنظيم علاقات الشركاء في الشركة وحماية حقوقهم لكن، قد يفضل بعض الشركاء بدائل أخرى لأسباب مختلفة، مثل الرغبة في امتلاك مؤسسة فردية مع شركاء عمل غير رسميين أو السعي لبناء علاقات مبنية على الثقة بدلاً من الوثائق الرسمية، فيما يلي بعض بدائل اتفاقية المساهمين:

  • أولا: اتفاقيات خيار الأسهم (ESOs): تُستخدم لتحفيز الموظفين ومكافأتهم على الأداء المتميز وتمنح الموظفين الحق في شراء أسهم الشركة بسعر محدد مسبقًا خلال فترة زمنية محددة.   
  • ثانيا: وحدات مخزون الأداء (PSUs): تُستخدم كمكافأة للموظفين على تحقيق أهداف أداء محددة وتمنح الموظفين ملكية مباشرة للأسهم، وليس مجرد الحق في شرائها.  
  • ثالثا: خطط شراء أسهم الموظفين: تسمح للموظفين بشراء أسهم الشركة بسعر محدد خلال فترة زمنية محددة وتُستخدم لتحفيز الموظفين على المشاركة في نجاح الشركة.
  • رابعا: حقوق الملكية - التمويل الجماعي: تُستخدم لجمع الأموال من الجمهور لتمويل الشركات الصغيرة أو المشاريع الناشئة وقد تكون بديلاً للتمويل التقليدي من خلال البنوك أو المستثمرين.

 من المهم تقييم جميع الخيارات بعناية قبل اختيار بديل لاتفاقية المساهمين ويجب على الشركاء أيضًا التأكد من أن أي بديل يتم اختياره يلبي احتياجاتهم الخاصة ويُحمي مصالحهم.

 

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك