أنت هنا

هل يمكننا أن نتعلم من النجاح كما نتعلم من الفشل؟.. يبدو كذلك!

مصدر هذه الصورة unsplash.com

تم اعادة نشر هذه المقالة من : Innovation Excellence

عندما يتعلق الأمر بالابتكار فإننا نؤمن أن الفشل هو خير معلم. ولكن هل فكرت كيف يمكن لنجاحك أن يفيدك؟ غير أنه يساهم في إنعاش ثقتك بنفسك.. هناك الآن من العلم ما يثبت أن التعلم من النجاح لا الفشل قد يحسن الطريقة التي تتعلم بها.

في مقال حديث في دورية علم النفس، يناقش النتائج من الاقتصاديات السلوكية، علم النفس المجتمعي وعلم الأعصاب، أشار إلى أهمية النجاح في طريقة تعلمك. لننظر إلى بعض أهم الاستنتاجات هنا ونرى ما يمكننا تعلمه منها.

قد يبدو من غير المنطقي أن يكون النجاح هي المصدر الصحيح الذي يعطيك دروسًا في الابتكار. في الحقيقة، كلما زاد نجاح وحجم الشركة، فإنها تصبح أكثر جمودًا ومعاكسةً للأفكار الجديدة المبتكرة. هذه على الأرجح القضية التي يدين لها بالشهرة (كلايتون كريستنسن) مؤصل فكرة "الابتكار المدمر"، والذي يدعي أن الابتكارات الجديدة لابد لها دومًا من أن تنفصل عن الجزء الأساسي للشركة كي يمكنها أن تزدهر معتمدةً على نفسها بعيدًا عن التأثير الخانق لبقية المؤسسة. هذه الفكرة أدت إلى مصطلح "الأجسام المضادة للابتكار" الذي يشير إلى ميل الشركات الكبيرة والناضجة لوأد الابتكار.

يصبح هذا الميل واضحًا عندما نفهم الآليات الوظيفية المتضمنة التي تقوده. على سبيل المثال، يتأثر التعلم بشكل كبير بالنجاح أو الفشل المتوقع. فالنجاح يشجع المرء على تكرار ما قام به بينما يقوده الفشل إلى إيجاد استراتيجيات بديلة. ومن هنا يمكننا أن نرى أنه كونك ناجحًا قد يدفعك لاتخاذ طريق نحو المزيد من الابتكار، تحصد فيه عوائد ذلك النجاح. لكن الفشل من ناحية أخرى يدفعنا للبحث عن حلول وأفكار جديدة وهو ما قد يؤدي لأفكار قوية جديدة.

رغم احتمالية أن يساعدنا الفشل على إيجاد أفكار جديدة تمامًا، لازال هناك الكثير لنتعلمه من نجاحاتنا. في الحقيقة تظهر الأبحاث مؤخرًا أن الخلايا العصبية تصبح مضبوطة بدقة بعد النجاح أكثر منها بعد الفشل، وهو ماقد يؤدي إلى نتائج أفضل في المستقبل نتيجة لما سببه النجاح من تحسن في عملية التعلم. ومن هنا يبدو أنه بكونك ناجحاً يمكنك أن تتعلم بشكل أفضل. لذا لا يعطيك النجاح الفرصة كي تتعلم دروسًا جديدة فحسب، بل إنك تتتعلم هذه الدروس أفضل مما لو كانت مبنية على الفشل.

تبدو معظم المؤثرات على التعلم غير واعية، وربما يكون من الصعب تحقيق نفس التأثير بخداع نفسك أن ما حدث هو فشل وليس نجاح. على سبيل المثال، فقد تبين أنه في الرئيسات العليا تستخدم المكافأة لتوجيه العمليات الإدراكية، مثل توزيع الموارد الإضافية، وهو ما يساعد التعلم. لذا فإن تخصيص هذه الموارد الإضافية وإرجاعها إلى نتائجها الناجحة أمر يحدث بشكل غير واعٍ.

وبالإضافة لذلك فإنه عندما يتعلق الأمر بالقدرة على التعلم من النجاح، فمن المعروف أن الضوابط والموازين الإدراكية تنبع من توقعاتنا عن قيمة المكافأة. يعني هذا أن الأفراد يعدلون سلوكياتهم اعتمادًا على ما يتوقعون أن تكون عليه النتائج. فإذا نجحوا في شيء ما في الماضي ويتوقعون نجاحه ثانية، فإن هذا سيحملهم على اختيار السلوك الصحيح. بينما إذا فشل المرء، فإنه سيصبح غير مهتم بتغيير سلوكه لتحقيق النتيجة المرجوة.

لذلك يبدو أنه وعلى مستويات عدة، ينبغي ألا نكون قادرين على التعلم من نجاحاتنا فحسب، بل لابد أن نكون قادرين على التعلم من النجاح بأفضل مما نتعلم من الفشل!

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك