أنت هنا

هل صار الكمبيوتر الشخصي مهددًا بالانقراض؟ البعض يقولون ليس بعد

ينما تمشي في الشارع أو تستقل المترو صباحًا، ربما لاحظت أن معظم من حولك يستخدمون هواتفهم الذكية أو أجهزة الكمبيوتر اللوحية (التابلت). قد يستمعون للموسيقى أو يتصفحون شبكات التواصل الاجتماعي، أو يتفقدون بريدهم الإلكتروني أو يتجاوزون ذلك المستوى الصعب في لعبتهم المفضلة. صارت هذه الأجهزة شعبية للغاية بين المستخدمين ولا تفارق أيدينا حتى في السرير!

هل صحيح أن أجهزة الكمبيوتر اللوحي والهواتف الذكية أخذت مكان الكمبيوتر الشخصي العتيد؟
منذ وقت ليس ببعيد، كانت أجهزة اللابتوب هي ملكة القلوب فيما يتعلق بالكمبيوتر المحمول، وحلت تدريجيًا محل أجهزة المكتب العادية. لكن مع تغير الزمن بدأت شاشات اللمس الممتعة والأنيقة تضرب بقوة أبواب حصون الكمبيوتر الشخصي.

حسب إحصاءات IDC الشركة الرائدة في معلومات السوق العالمية، في عام 2014 مثلت الهواتف الذكية 73.4% من مبيعات الأجهزة الذكية كلها، بينما مثلت أجهزة الكمبيوتر الشخصي (اللابتوب وأجهزة سطح المكتب) 16.8% فقط من المبيعات وزادت مبيعات الأجهزة اللوحية (التابلت) لـ 12.5%. "بالنسبة لمزيد من الناس في أماكن متزايدة حول العالم، صار الهاتف المحمول هو الخيار الأمثل عندما يريدون امتلاك جهاز واحد متصل بالإنترنت" كما يقول توم مينيللي من IDC.

صحيح أنه يمكنك القيام بأي شيء باستخدام الهاتف المحمول أو التابلت. يمكنك التقاط الصور، وإرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني، وحجز تذاكر أجازتك وكل ذلك باستخدام جهاز يتناسب مع حجم راحة يدك، ويستقر ببساطة في جيبك. لماذا إذًا تزعج نفسك أصلًا بجهاز كبير مثل الكمبيوتر الشخصي؟

لكن على الرغم من ذلك، لا زالت أجهزة الكمبيوتر الشخصي تحارب حربًأ جيدة وهي في الحقيقة بعيدة بعض الشيء عن الانقراض. أوضحت إحصاءات متتبع الويب (ستات كاونتر StatCounter) أنه في الفترة من سبتمبر 2014 وحتى سبتمبر 2015 استخدم الناس أجهزة الكمبيوتر الشخصي للوصول للإنترنت أكثر مما استخدموا الهواتف الذكية، وجاء التابلت في المرتبة الأخيرة.  

خمسة أسباب ستمنع أجهزة اللابتوب وكمبيوتر سطح المكتب من الاختفاء قريبًا
قبل أن تسارع بإنشاء قسم أجهزة الكمبيوتر الشخصية في متحف التاريخ التكنولوجي، ربما عليك أن تأخذ في اعتبارك هذه الأشياء أولًا:

1- تمتلك أجهزة الكمبيوتر الشخصي قدرة معالجة لا تمتلكها أجهزة التابلت والهواتف الذكية. بعض البرامج المعقدة وتطبيقات التصميم المعتمد على الكمبيوتر والتي يستخدمها المصممون والمعماريون تحتاج قوة معالجة ضخمة. وبالمثل فستجد أن لاعبي الكمبيوتر المتمرسين يفضلون لعب كثير من الألعاب على الكمبيوتر.

2- لا يمكنك أن تستخدم شاشات اللمس لتكتب كتابًا أو كود برنامج ما. بالطبع يمكنك أن تلحق لوحة مفاتيح إضافية للشاشة لكن كيف يصير هذا مختلفًا عن اللابتوب؟ بينما في جهاز الكمبيوتر الشخصي يمكنك أن تتمتع بشاشة أكبر، وحتى عدة شاشات في نفس الوقت، مع إمكانية تشغيل عدة تطبيقات على نفس الشاشة.

3- أصبح استخدام تكنولوجيا السحاب للتخزين صيحة يتبعها الجميع، لكن لازال هناك الكثير من الحالات التي تحتاج فيها التخزين على قرص صلب. الأقراص الصلبة لأجهزة الكمبيوتر توفر مساحة تخزين تصل إلى تيرابايت كامل وتتزايد باستمرار، بالإضافة إلى إمكانية استخدام أقراص الديفيدي كوحدات تخزين متنقلة.

4- تتميز الهواتف الذكية وأجهزة اللابتوب بعمرها القصير. فمع التحديثات المستمرة في البرمجيات والبطاريات التي لا يمكن استبدالها، لا يمكنك أن تهنأ طويلًا بهاتفك الجديد، إذ سرعان ما تجد نفسك تعاني من بطء الجهاز وتفكر في استبداله بالنسخة الأحدث. أما على الناحية الأخرى؛ بعضنا لا زال يمتلك نفس جهاز الكمبيوتر الشخصي لعدة سنوات، ويستبدل أجزاء منفصلة منه كلما ظهرت إمكانيات أفضل تتلاءم مع احتياجاته.

5- تعطيك أجهزة الكمبيوتر الشخصي حرية استخدام نظام التشغيل الذي تريده. بينما مع التابلت أو الهاتف الذكي، تجد نفسك ملزمًا باستخدام نظام التشغيل الذي يختاره المصنع. كما أن الكمبيوتر الشخصي يوفر النسخة الكاملة من نظام التشغيل وليس النسخة المكتنزة.

أضف إلى كل ذلك أنه عندما أطلقت مايكروسوفت ويندوز 8، كان نظام التشغيل يدعم تقنية اللمس بشكل أساسي، بينما كان سطح المكتب مجرد تطبيق. وظن أغلبنا أن مايكروسوفت تتجه نحو إزالة سطح المكتب من النسخ القادمة من ويندوز، لكن هذا لم يحدث. جاء ويندوز 10 كنظام تشغيل يدعم الماوس ولوحة المفاتيح بالدرجة الأولى. يبدو إذًا أن مايكروسوفت أدركت أن الأجهزة اللوحية المعتمدة على اللمس لن تكون قادرة وحدها على تلبية احتياجات المستهلك، وطالما سيظل الناس يستخدمون أجهزة الكمبيوتر الشخصي فإنه على مايكروسوفت أن توفر نظام التشغيل المناسب لذلك.

لماذا إذًا تتراجع مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصي؟
لا يشتري الناس مزيدًا من أجهزة الكمبيوتر الشخصي لأنهم لا يحتاجون لها في الحقيقة. عندما صدر ويندوز-فيستا احتاج الناس لتحديث أجهزة الكمبيوتر التي تعمل على ويندوز-إكس بي لتتأقلم مع نظام التشغيل الجديد. لكن النسخ الحديثة من ويندوز تعمل بكفاءة مع الأجهزة الحالية دون مشاكل. حتى أجهزة الكمبيوتر الأقدم نسبيًا يمكنها تشغيل الألعاب الجديدة بتحديثات بسيطة في الجهاز. وعلى العكس يشتري الناس مزيدًا من الهواتف الذكية وأجهزة التابلت لأن هذه الأجهزة تكتسب خصائص أفضل مع كل نسخة.

لا زال هناك أمل لأجهزة الكمبيوتر الشخصي في الحياة
ظهرت أجهزة الكمبيوتر الشخصي المصغرة mini-PCs للسوق بشكل واعد، بأجهزة صغيرة للغاية يمكن مسكها في راحة اليد. هناك أيضًا أجهزة الكمبيوتر التي يمكن تحويلها بفضل الشاشة واستخدامها كجهاز تابلت، أو إدارة الشاشة لتصنع جهازًا لوحيًا سميكًا بلوحة المفاتيح أسفل منه. ويعطيك هذا مزايا العالمين؛ الجهاز الشخصي والجهاز اللوحي.

تتوقع IDC أنه حتى عام 2019، ستستمر الهواتف الذكية في التهام النصيب الأكبر من المبيعات على حساب الكمبيوتر الشخصي وأجهزة التابلت. لكن الكمبيوتر الشخصي لن يموت قريبًأ، لأن الناس في الأغلب يفضلون الاحتفاظ بأكثر من جهاز في حوزتهم. لكن نوعية المهام التي يؤدونها هي التي ستحكم أي جهاز يستخدمونه.

ماذا عنك؟ أي نوع من الأجهزة تستخدمه معظم الوقت؟ هل تعتقد أنك ستلقي بجهاز الكمبيوتر الشخصي الخاص بك قريبًا؟

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك