أنت هنا

موضة الرئيس الرقمي

مصدر هذه الصورة : Dickwingate.com

تم اعادة نشر هذه المقالة من: Innovation Excellence  

اسمح لي أن أبدأ بسؤال، في شركتك، من الذي يقوم بإدارة البيانات الكبيرة والمهمة، أو التواصل مع العملاء عن طريق الوسائل والقنوات المتعددة، أو خلق منتجات رقمية يمكن التربّح منها؟ لا أحد كما توقعت، لذلك ربما قد حان الوقت المناسب لتعيين رئيس رقمي.

رئيس جديد في المجال - مقابلة مع ديفيد ماثيسون

قمت باجراء مقابلة ​مؤخرًا مع ديفيد ماثيسون حول تأثير دور الرئيس الرقمي على النمو والابتكار والاستدامة للشركات. ماثيسون هو القائم بأعمال قمة الرئيس الرقمي ومؤسس نادي الرئيس الرقمي، والذي يضم بين أعضائه أكثر من ٦٥٪ من الرؤساء الرقميين في العالم. ومؤخرًا كان المؤسس والعضو المنتدب لمجال الإعلام الرقمي في "تشاديك إليج" أو "Chadick Ellig"، وهي من الشركات الأولى في مجال الاستشارات للأبحاث التنفيذية ولقّبت بـ" واحدة من الشركات الأكثر تأثيرا في العالم الباحثة عن موظفين" من قبل مجلة بيزنس ويك. ماثيسون هو أيضا مؤلف كتاب "كن الإعلام"​ أو "BE THE MEDIA" والذي ظهر على صفحات نيويورك تايمز بعد أن تم بيع أكثر من  ٥٠٠٠ نسخة في ١١ يوم عن طريق موقعه على الإنترنت، وتويتر، وفيسبوك. وهو يسافر الآن حول االعالم ليشارك أفكاره عن الأهمية المتزايدة لدور الرئيس الرقمي في كل مكان بدءًا من جامعة كولومبيا إلى الأمم المتحدة، ومن أمستردام إلى زغرب. 

تقول ليانا كاري: إن مجتمع الرؤساء الرقميين في تزايد مستمر يا ديفيد. لقد كنت تتابع الأرقام؛ فلماذا تم شغل هذه المساحة، وما هو عدد الرؤساء الرقميين الآن؟

ديفيد ماثيسون: أولاً، شكرا لكِ على هذه المقابلة، وللإجابة على سؤالك الأول، لم يكن هناك وقت أفضل من هذا للابتكار، وهذه المساحة ما هي إلا انعكاس لما يجري حولنا، من أعمال رقمية معطلة في جميع القطاعات الصناعية.

لقد قمت بمتابعة فكرة الرئيس الرقمي، وقمت بتطوير قاعدة بيانات دقيقة لكل من يشغل هذه الوظيفة؛ وفي نهاية عام ٢٠١١  كان هناك ٧٥  رئيسًا رقميًا في العالم، وفي نهاية عام ٢٠١٢  ارتفع هذا الرقم ليصل إلى حوالي ٣٠٠ شخص. وإذا بقينا على هذا النحو، سوف يرتفع الرقم إلى حوالي ٥٠٠ أو ٦٠٠ رئيس رقمي في العام الحالي في المؤسسات الكبيرة. إذاً، فهذا الاتجاه تطور بشكل كبير جدًا خلال السنتين أو الثلاث سنوات الماضية. لقد وصلنا الآن لمرحلة مثيرة، فكيانات مثل شركة غارتنر، وديلويت، وسلون، وكابجيميني، وفورستر، وماكينزي جميعها بدأت تدرك الشيء نفسه، أن هذه المجموعة أصبحت متزايدة ومؤثرة.

ليانا كاري: ما الذي يجب أن يبحث عنه المدير التنفيذي في الرئيس الرقمي؟

ديفيد ماثيسون: أود أن أقتبس مقولة من موقع غارتنر: يُتوقعّ أنه بحلول عام ٢٠١٥ ، ٢٥٪ من جميع المؤسسات سيكون لديها رئيس رقمي، وسيُثبت أنه الدور الاستراتيجي الأكثر إثارة في هذا العقد. سيكون هناك طلبٌ هائل على هذا الدور، لأننا في مرحلة أصبحت فيها التكنولوجيا غير مرئية، لذلك، أود أن أذكر أربعة ضرورات استراتيجية للمدير التنفيذي لتعيين الرئيس الرقمي:

- فرصة لزيادة الإيرادات.

- فرصة لتحسين أساس العمل من خلال خفض التكاليف، على سبيل المثال، شركات الموسيقى والسينما بدأت في خفض التكاليف بالفعل عن طريق استخدام وسائل التنفيذ الرقمية، والناشرون أيضًا قاموا بخفض التكاليف عن طريق استخدام الكتب الإليكترونية وإنتاج وتوزيع محتويات رقمية أخرى.

- تحسين العائد من الاستثمار سواء للمواقع على شبكة الإنترنت أو المحمول.

- تنفيذ استراتيجيات لتحسين خدمة العملاء، مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر للتواصل المستمر مع العملاء والشركاء.

ليانا كاري:  كيف يختلف الرئيس الرقمي عن مسؤول التسويق ومن أين يأتون ؟

ديفيد ماثيسون:  لقد انتهيت للتو من دراسة استغرقت سنتين ونصف عن هذا الموضوع، وقمت بتجميع النتائج فيما يسمى خريطة مهارات الرئيس الرقمي، والتي تمثل مجموعة مهارات الرئيس الرقمي، ودخله، ومنصبه، وعرقه، وعمره، وتعليمه، ونوعه، وما إلى ذلك. ما يثير الاهتمام هو أن "المهارة التقنية" ليست هي المهارة الأساسية المطلوبة. يأتي معظم الرؤساء الرقميين من خلفية ريادة الأعمال، وكانوا يشغلون منصب مدير عام، أو قاموا بإنشاء أعمال، مع وجود خبرة إدارية ومسؤولية الربح والخسارة.

وهناك تداخل بين التسويق والعمل الرقمي، ففي حين يستمر مسؤول التسويق في إدارة تفاعل العملاء وإشراكهم، والذي يتضمن الوسائل التقليدية -المطبوعة والإذاعية، وغيرها-، بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي -فيسبوك، تويتر، يوتيوب، إلخ-؛ يكون الرئيس الرقمي أيضًا أكثر تركيزًا على بناء الأعمال الرقمية من خلال الابتكار وتوليد العائدات، وخفض التكاليف، إلخ. على سبيل المثال، يكون مسؤولًا عن تحول العملاء من مجرد بيانات على الموقع إلى مشترين فعليين أو إلى عملاء دائمين. ومن المهم جدا تفحّص كل قطاع بشكل مختلف، على سبيل المثال، تتطلب جامعة كولومبيا أو هارفارد مهارات مختلفة من الرئيس الرقمي عما يتطلبه منفذ بيع بالتجزئة مثل سيرز، أو وكالة إعلان مثل أوجليفي.

ويأتي الرئيس الرقمي من فئتين، إما أنه تم دمجه في الشركة من خلال الاستحواذ، أو تم تعيينه في المؤسسة. على سبيل المثال، يكون لديه تاريخ مثبت من النجاح في القسم الرقمي للشركة، أو كمدير عام. ما أدهشني هو مدى سرعة تقدم هؤلاء الأشخاص من رئيس رقمي إلى المدير التنفيذي للشركة -ففي عام ٢٠١٣، أصبح ٦ من الرؤساء الرقميين يشغلون منصب المدير التنفيذي-، وهذا لأنهم في الأغلب يميلون إلى المخاطرة، وريادة الأعمال، مع وجود خبرة في القطاعات المختلفة والصناعات الدقيقة.

تنبأ موقع غارتنر قبل عام أن الرئيس الرقمي سيكون المسمى الوظيفي القادم الأكثر أهمية، وعلى ما يبدو أن توقعاته ليست بعيدة عن الواقع. فقد تغيّر التسويق إلى الأبد، ولكن التركيز على النمو والاستدامة مازال باقيا. إن الدور الجديد للرئيس الرقمي لديه مساحة كبيرة، وسوف ينجح هذا الدور في الأغلب بسبب الخبرة الواسعة التي يقدمها.

 

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك