أنت هنا

ميتافيرس... الفصل القادم من فصول الإنترنت 3-3

وضع مارك مجموعة من المحددات سيبدأ فى تطبيقها مع بدء تشغيل الميتافيرس منها سهولة الاستخدام والتحكم والاهتمام بالأمن والخصوصية بشفافية تامة -على حد تعبيره- كما أنه يعد بعدم مفاجأة المستخدمين بأى تغييرات فى المنظومة على الإطلاق إلا بعد الإبلاغ عنها وتقبل المستخدمين لها.

يتوقع مارك أيضا وصول عدد مستخدمى الميتافيرس إلى مليار مستخدم خلال العشر سنوات القادمة وهو توقع يرتبط بالفترة الزمنية لتطوير التطبيقات والأدوات وكذا أيضا تطوير وزيادة سرعات شبكات المعلومات من كوابل الألياف الضوئية والأقمار الصناعية وأيضا التطور الكبير فى تقنيات شبكات المحمول انتقالا من الجيل الرابع إلى الجيل الخامس 5G.

المشروع كبير جدا وبه الكثير من البرمجة للتطبيقات والاختبارات الفنية وبه دمج كبير وواسع النطاق لتقنيات الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء والكثير من البحث العلمى لتطوير أدوات الواقع الافتراضى VR وأيضا إتاحة الأدوات بأسعار معقولة تسمح للمستخدمين بتجربتها وشرائها بالإضافة إلى العمل المرتبط بوجود سوق كبيرة وجاذبة للأعمال داخل هذا العالم الجديد المرتقب.

أما عنا نحن المستخدمون فمن المتوقع أن تخلو منازل المستقبل الواقعية من الأثاث إلا قليلا وتتعدد الحجرات الفارغة التى سيتواجد بها مستخدمو تلك التقنية ولا أستبعد تصور أن شوارع المستقبل ستكون فارغة والملاعب الرياضية ستكون بلا أدوات ولكنها ستكون متاحة أيضا على الميتافيرس لممارسة التمرينات أو للتجول.

ربما لا يحتاج المتزوجون فى المستقبل إلى أثاث كثير وذلك لأن أغلب الوقت سيتم تمضيته فى المنازل الافتراضية وهو ما قد يشكل إشكالية عند رفع دعاوى تبديد قائمة المنقولات أو ربما تنتقل القضايا  إلى محاكم افتراضية توقع عقوبة السجن أو الحرمان من الدخول إلى الميتافيرس حتى انقضاء العقوبة على الزوج.

بالطبع لم يتطرق مارك إلى التأثيرات النفسية وربما العقلية والتغييرات الاجتماعية والأسرية التى ستحدث جراء الانغماس فى هذا العالم الذى لا توجد فيه حواجز زمنية  ولا مكانية مثلما هى القواعد فى العالم الواقعى فقد يتوفى أحد الأشخاص فلا يشعر المستخدمون بالحزن للفقد لأنهم ببساطة يستطيعون الحياة مع Avatar  الشخص المتوفى ويتفاعلون معه بلا أى مشكلة وهنا تفقد المشاعر الإنسانية قوتها تدريجيا.

لن نتحدث عن شكل أسر المستقبل وأهمية وجود الأب والأم فهذا أمر نلمسه حاليا فى المستوى أو الفصل الثالث من فصول الإنترنت فما بال الفصل الرابع الذى تتصدره تقنيات الميتافيرس.

مرة أخرى أكرر إعجابى بمارك وطموحه ولكننى أدعو علماء الاجتماع وعلم النفس ورجال الدين إلى  الجلوس معا ووضع تصور لكيفية العيش فى هذا المستقبل القريب.
 

اقرأ أيضا:
ميتافيرس... الفصل القادم من فصول الإنترنت 2-3
ميتافيرس... الفصل القادم من فصول الإنترنت 1-3

الصورة بواسطة جيسيكا لين لويس من بيكسيلز.

ارسل مقالك الآن أرسل ملاحظاتك